بعد مضي أكثر من أربع سنوات على صداقتنا, أنهيت هذه الصداقة وذلك بسبب موقف بدر منها جعلني أقرر أن أتركها إلى الأبد..
كانت الهواء الذي أتنفسه.. كنت لا أشعر بالحياة بدونها.. أتحدث معها في صحوي ومنامي..أفضلها على الكل حتى أقرب الناس لي..كنت أقضي معها الساعات الطوال..تعرف كل أخباري..أستشيرها في كل شئ..
كنت أجعلها المرسى الذي ترسو عليه سفينة حياتي كلما هبت عواصف تهزها وتهدد أمنها..
كانت شاطئ الأمان ودوحة الحب وروضة الهوى..
أربع سنوات قضيتها من عمري أنشد رضاها ولا أفكر في سواها..
كانت صداقتنا حقاً نعم الصداقة..الكل كان يحسدنا عليها..
كنت لا يمكن أن أنام بدون أن أمسي عليها وكذلك هو الحال في الصباح فهي أول مايخطر ببالي فأتصل عليها أو أرسل رسالة أصبح عليها فيها..
أنا لا أحكي شعوري فقط فهذا هو شعورنا المتبادل.. كذلك أحب أن أضيف أننا لسنا في سن مراهقة أو طيش حتى يتبادر إلى الأذهان أن ذلك الحب هو حب مراهقات يحتجن إلى الحب والحنان.. كانت صداقة على قواعد راسية أستمرت أربع سنوات مررنا فيها بمختلف الضغوط وأستمرت إلى أن جاء ذلك اليوم الذي قلب الموازين في داخل نفسي..
كانت مريضة وكنت أريد أن أزورها فلما علمت بمرضها قلت لها لابد أن تذهبي إلى الطبيب وفعلاً مريتها وأخذتها للمستوصف ولم نجد الطبيب فذهبنا إلى مستوصف آخر ثم عدنا بعد أن أخذنا الدواء من الصيدلية.. قلت لها إذن نعود إلى منزلي وبعد العشاء سأوصلك إلى منزلك..
واقفت وأدخلتها غرفتي وألبستها معطفي لأن الجو بارد وأخذت المسكن وهدأت بعض الشئ..
طلبت عشاء ولما حضر العشاء ذهبت للمطبخ دقائق معدودة أجهز السفرة..
بعد العشاء طلبت مني أن أوصلها في الحال إلى منزلها..أوصلتها إلى منزلها وعندما وصلنا قالت: أدخلي أبغى أقول لك شئ!!
نفذت طلبها لتصدمني بكلمات لم أصدق نفسي وأنا أسمعها!!
قالت: لما رحتي تحضرين العشاء فتحت درجك الخاص وقرأت مذكراتك!!وش هالكلام اللي انتي كاتبتيه؟؟
لم أتفوه بأي كلمة فقد كانت الصدمة أكبر من أي ردة فعل..
خرجت على الفور من منزلها وأغلقت جوالي ولم أتحدث معها أبداً
كيف قابلت الإحسان بالخيانة والغدر!! كيف تجرأت فعل ذلك في دقائق معدودة وهي متعبة بالكاد تتحرك؟؟
مر أسبوع وأنا أتجرع مرارة ألم الفراق وأجزم أنها كذلك..
هي من جعلني أتخذ هذا القرار وليس أنا..
هل أستمر في مقاطعتها وهجرها؟؟؟؟